القلم منكفئ على نفسه يأبى أن يترنح ، أن يتقيأ! يكتب أي شيء ، القلب مهموم مكلوم ، الليل كما النهار ، والخميس كالجمعة ،حزن يعانق هما ، ولا شيء يحدث ، المعجزة التي ظللنا ننتظرها لم تقع بعد!
" غدا عيد الفطر" قرأت الخبر على شريط القناة الأولى ، لم يحرك فيك شيئا ، الامتناع عن الأكل أو الأكل لا فرق، قمت تبحث عن ديوان المتنبي تبغي قصيدة مطلعها " عيد بأية حال عدت يا عيد"!
تقضي الساعات الطوال تتأمل شاشة صفحتك على الفيسبوك ، في انتظار أن تظهر إحدى الغائبات لتنسى نفسك بها لحظات، ثم تعود إلى بؤسك الثقيل . يطول انتظارك ولا أحد يظهر ،فقط تلك الفتاة التي تعودت حضورها –نزهة دائما على الخط بحكم شغلها بمخدع هاتفي بالمدينة الحمراء، لم يعد الحديث معها يطربك ، فهي امتزجت ببؤسك حتى صارت أحد حواشيه !
المكان نفسه والطاولة نفسها ، شاشة التلفاز ، مسلسلات تنتهي وأخرى تبدأ وأنت ممسك بالحاكوم تتسكع بين القنوات ، لاشيء في لاشيء، ...بعد أن تتعب تقوم إلى المطبخ تفرغ مابقي من جهد في إعداد وجبة العشاء على إيقاع موسيقى رافي شنكار، بين الفينة والأخرى ترقب شاشة الحاسوب مخافة أن تظهر إحداهن في غيابك ، ، يطول الانتظار تفقد لذة الحركة ، فتقعي كالكلب ، تحاول استفزاز تلك المعتصمة بالصمت لساعات، طبعا ذلك لا يكلفك أكثر من النقرعلى الفأرة فترد في الحال كما حارس ليلي تنبه لوشوشات مارة، تبدأ معها في غزل ثقيل، تتحدثان في كل شيء ، تتبادلان قبلا افتراضية ، تتعانقان عن بعد ، تحملكما رغبتكما الى السرير .....، ثم تقوم لترتدي ملابسها فتودعك بابتسامة مشفوعة ب " تصبح على خير" .........
حينها تعود اليك ، تغمك تحية الوداع ، تحس نفسك كمن فقد في مكان خال وليس هناك مايدله على طريق العودة! تصبحين على فيسبوك!-.تقول وأنت تغالب ضعفك-.